شاعر وكاتب وصحفي بجريدة الوطن الأكبر

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

أوراق من حياتي : الجزء الخامس : الاعتراف والحيرة













أوراق من حياتي

الجزء الخامس : الاعتراف والحيرة

البداية السعيدة ....


ابتسمت الدنيا لي من جديد وفي خلال عام ونصف كان بيت الزوجية
قد أكتمل بالكامل وكانت ليلة العمر بما فيها من أحلام لما هو قادم
من بناء أسرة جديدة تحملُ أسمي وكما شاء القدر أراد الله أن تحملُ
زوجتي بأول مولود لي لم أعرف إن كان ذكر أم انثي
وكنتُ لا أريدُ أن أعرف ما هو نوع المولود من الجائز أنني لو علمت
كان سيتغير الوضع القائم من معاملة مع زوجتي بشيئ هي غير مسئولة عنه ..
إلى أن جاء يوم الوضع وكان لما قدر الله بالشهر السابع
لم أتخيل أنها ساعة وضع الجنين في حالة خطرة ولابد من الولادة الفورية
وكان لخطورة الموقف الاختيار لمستشفى خاص وكان ذلك
تمت والحمد لله ورزقني الله بأول مولود وكان ذكر كانت فرحتي لا تسعني
شعُرت ان الدنيا أخيرة تبسمت لي السعادة غامرة
وجميع عائلتي الفرحة لا تسعهم ...
الجميع يقدم الهدايا الجميع يريد أن يقوم بدفع مصروفات الولادة والمستشفى .
الجميع في حالة سعادة ما بعدها سعادة
لكن كانت الفاجعة !!
أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد
بنفس اليوم وبعد ساعات قليلة جداً لا تعد نجد الطفل في حالة تغير خطيرة
جاء طاقم الأطباء ولم يتأخر أي فرد من العائلة في طلب أكبر الدكاترة
المشهورين بالمدينة بهذا التخصص فقد كان يعاني الطفل
منذ اللحظات الأولى للولادة بالتهاب رئوي حاد لم يكتشفه طبيب الولادة
وللأسف الشديد لهذا الاهمال كانت وفاة الطفل بعد ساعات من حضور الأطباء
ولم تعرف زوجتي أن طفلها قد فارق الحياة
أخبرناها بأننا وضعناه في حضانة ويعلم الله كم كان عذابي وآلمي بما أمر به
وعدم البوح لزوجتي بما جرى لطفلنا . لم يمر الليل بي فقد كان طويل جداً
ومع تماسك أعصابي طوال اليوم مع الضغط النفسي لما أمر به
والكتمان الشديد لحالة الحزن كان البكاء والحزن الشديد طوال اليوم
ولم أذوق طعم النوم في هذه الليلة فغداً سوف أكفن أول مولود أرزق به
وبالفعل جاء اليوم التالي وتم تكفين المولود وتم الدفن له.
وبعد مرور عدة أيام وعندما شعـُرت بأن زوجتي بدأت تسترد صحتها وعافيتها
أخبرتها بما جرى لطفلنا فكانت صدمتها وفاجعتها
فيما فقدت كبيرة جداً ومع مرور الأيام يريد الله أن ينسينا ما مررنا به
وعدت الأيام لكن طالت فترة انتظار مولود آخر لم يشاء الله
في هذه الفترة أن نسعد بحمل جديد .
فكانت العصبية من زوجتي وبدأ الخوف يسيطر على انفعالاتي
بأنني لن أنجب مرة أخرى فقد تمالك الشيطان من تفكيري وكان هذا
بطول المدة وعدم رؤية شيئ فعلي لحمل قادم .
وبعد عامان كانت المولودة الأولى لنا وهنا كانت البداية الجديدة لنا كزوجين ..

بداية جديدة

البداية بدأت بعدم الاهتمام بي وبكل طلباتي لانشغالها بالمولودة الجديدة
والاهتمام بها
ثم الاهتمام برشاقتها بعد الولادة ..
بدأت أشعر بعدم الراحة وبدأت اشعر بالوحدة بداخل البيت
اتخذت محل تجاري خاص بي وحدي
وبدأت أخطط لما هو قادم لي ولأسرتي
وتمر الأيام والشهور إلى أن مر عام كامل . كان لوقت الفراغ الذي أقضية
بالمحل سبباً في أنني أعود لأكتب من جديد فكنتُ في كثير من الأوقات
أعود للماضي لكي أخط ببعض الكلمات التي أدونها على بعض من الأوراق
التي كانت لا تفارق الأدراج عندي بمكان عملي وفي يوم من الأيام أجد
هذا الحب الذي غاب عني لمدة طويلة قادم من جديد لمكان عملي
وقد كان للتهنئة بمحلي الخاص الجديد
وبدأ التواصل فيما بيننا بالزيارات
وكانت حينها قد تم تعينها بمكان حكومي قريب من مكان عملي
فكانت الزيارة اليومية عادية أن كان للشراء أو لإلقاء السلام
أو حتى للراحة لبعض الوقت ..
وفي يوم من الأيام كانت هي محور كتاباتي
في ساعة الظهيرة كنتُ أدون بعض من الكلمات التي كانت دائماً يعتصر بها قلبي
وكان لعدم الاهتمام بي سبباً للهروب بأن أدون ما يدور بخلدي خاصة أن ما أكتب كان
يريح قلبي بعض الشيئ وكان بنفس الوقت يسعدني .. وكانت المفاجأة ..

الاعتراف ...

كنت أدون بعض من الكلمات بهيئة الخواطر فإذا بهذه الإنسانه تدخل
وأنا غير ملتفت للخارج وغير مهتم بما يحدث وإذا بي أجدها أمامي
لتخطف الورقة التي أدون فيها إحساسي لها فقد كانت الصداقة بيننا قد عادت من جديد
ولم أكن في ذلك الوقت قد اعترفت
بما كان في قلبي لها لكن كنا نتعامل كـ أصدقاء وهذا ما أعطاها الحق
في أن تختطف الورقة من بين يدي . فكانت القراءة والاندهاش لما تراه
وإذا بها تسألني لمن هذه الكلمات سكتُ قليلاً ثم دار بين نفسي وعقلي
حديث سريع هل أخبرها أم لا أخبرها وكان لما أمر به من حالة عدم اهتمام في بيتي
سبباً في أنني أريدُ أن أشعر بالحب
أريد أن ينبض قلبي من جديد فكان القرار بالاعتراف
قلت لها هذه الكلمات كانت لكِ وكنتُ أدونها وأحتفظ بها لنفسي كما
فعلت من قبل ... ردت بكل سكون وهدوء ومنذ متى ؟ قلت
منذ كنت في مكان عملي القديم عندما طلبتِ مني الهاتف لعمل مكالمة
وكانت صدمتكِ وصدمتي فيما دار بينكِ وبين هذا الشاب المتحدث معكِ
ردت لماذا لم تعرفني بذلك ؟ قلت لها لم أكن أرضا لنفسي أن أكون على
هذا الوضع القادم .. أي أكون طبيب جراح .
بدأ الحزن عليها وهي تـُأكد على ما تقول كان لابد من أن تقول لي وتعترف بما في قلبك
حتى تجد المقابل له مني كيف لك أن تصمت على كل هذا . وكيف لك أن تقدر على
أن تنهي كل ذلك وترتبط بزوجة أخرى غيري .
وما كان مني سوى أن أقول هذا نصيب وقدر الأقدار .
ومن هنا بدأت قصة الحب تعود بأجمل لحظات العمر مع الانتظار اليومي
للقاء بيننا . وكان لهذا اللقاء سبباً في أنني كنت أمارس عملي بحب مع
تواجدي بالمنزل مع زوجتي بدون أي مشاكل ومع ذلك قد رزقنا الله بالمولدة الثانية
وانشغلت زوجتي عني أكثر من الأول .
لكنني كنتُ قد وجدت ما يشغلني عن اهمال زوجتي لي
غير ذلك كان التعلق الشديد بميعاد لقاءنا اليومي هو شاغلي الشاغل .
إلى أن شعُرت بأنه قد حانت اللحظة بالفراق ولا أدري لماذا كان هذا الشعور ..
هل يأتي الفراق وينتهي بالارتباط ..
في يوم جاءت وهي حائرة ولا تدري كيف لها أن تخبرني ..
بدأت بكلمات الأشواق فيما بيننا لكني أحسستُ أن بالأمر شيئ
تساءلت هل تخفين عني شيئ ردت بقولها نعم اليوم تقدم لي شاب للزواج مني
وأنا إلى الآن غير قادرة على اتخاذ أي قرار
قبل أن تعطيني أنت رأيك في هذا الشخص .
قلت لها وكيف ؟ قالت سوف أتي به هنا لتراه وتعطيني رأيك فيه
وفعلاً حدث هذا وجاءت ومعها هذا الشخص .
لكني كنت أشعر بأن شيئ كبير سأفتقده بل أنه سوف يضيع
من بين يدي بل أنني كنت أشعر أيضاً بانقباض يعتصر قلبي .
نظرت اليهم ولم أعطي أي اهتمام . مرت الزيارة وبعدها جاءت
لتعرف الرد مني . كان الصمت القليل ولم أعطي أي رد
غير أنني قلت لها إن كنتِ تشعرين بأن هذا هو من سيعوضكِ عما مررتِ
به فعلى بركة الله . فكان الرد منها أنها الان عرفت ردي
وهو عدم الموافقة على هذا العريس وكان الرفض لقبول هذا الوافد
على هذا القلب المجروح الذي لم يجد إلى الان ما يداويه غيري أنا .
وسبحان الله وكأن الله سبحانه وتعالى يريد لها أن تبتعد عني من جديد
فيأتي عريس وراء الأخر وهي ترفض ولنفس الأسباب السابقة والتي
كان سببها الأول هو أنا .
إلى أن كان لقاءنا والمصارحة فيما بيننا بما هو قادم ..
فراق ينتهي بالارتباط ..
كان لقاء المصارحة فيما بيننا أنني غير قادر على الزواج الثاني
وبنفس الوقت أنني لا يمكن أن أترك بيتي وزوجتي وابنتين صغيرتين
برغم كل ما أمر به من عدم اهتمام وإهمال شديد لي في بيتي ..
هنا كانت الصدمة التي شعُرت أنها تؤدي إلى فراق بلا لقاء
وبرغم حبي لها كانت هذه التضحية مني للمرة الثانية .
حتى تنظر لحياتها القادمة بنظرة ثاقبة تحدد فيها مستقبل حياتها ..
وكان رد الفعل وما كان منها سوى أنها قبلت بأول وافد للزواج
عليها . وكان الاتفاق على الزواج . وكانت الزيارة ومعها هذا العريس
وكانت المشاهدة مني بلا أي تعليق برغم أنني كنت أشعر
بأن قلبي يعتصر من شدة الألم لشعوري بفقدها
كان لدوام الزيارة منها هي وخطيبه
أننا أصبحنا أصحاب لكن لم نكن أصدقاء ..
مرت الايام ثم الشهور
وجاءت تدعوني لحفل زفافها توقفنا بعض اللحظات وكانت الكلمات تكاد
أن تتوقف في حلقي من كثرة المرارة التي أشعرُ بها .
قلت لها كل ما أريده منكِ يا حبيبتي أن تذكريني
من حين إلى آخر .. تذكريني مع كل ابتسامة ترتسم على شفاهكِ
تذكريني مع كل كلمة حب ستقال لكِ فيما بعد أنني كنت أول
من يقولها لكِ .. تذكري دائماً أن في يوماً ما كان شخص ما
قد أحبكِ يوما ماً وقد أخفى هذا الحب بين جوارحه
إلى أن كان اليوم الذي أُجبر فيه على أن يعلن
عن هذا الحب لكِ . حينما ارتسم الخجل في عيناكِِ عند اعترافي
وبرغم أن قلبي كان ومازال ينبض إلا أنني شعرت بقلبي
ينبض أكثر مما كان لأنها كانت نبضات فراق فقد اختلفت كثيرا
ً عن سابقتها . فقد كانت أسرع وصوتها أعلى مما سبق
فقد التقيتُ بكِ كثيراً من قبل وكان لقاء أحباب. لكن اليوم قد افترقت.
وهنا وبعد تأمل ونظرات الوداع التي امتلأت بها عيوننا ..
كنتُ أصبر نفسي قائلاً لقد حان الأوان لهذا الحب بالفراق
لكن كنتُ أراجع نفسي بعدم الحدوث .
وبرغم أن مع كل لقاء لنا كنت على يقن أن هذا
اليوم سيأتي وأنني لن أنساها مهما طال بيننا من بعاد أو فراق .
وهنا كان لها أن تذهب والدموع تمتلئ بها عيناها وهي تُعُد
لما هو قادم من فرح وزفاف على من جاء يأخذها من قلب أحبها
بكل صدق .. لكنه غير قادر على عمل أي شيئ لها سوى أن يشاهد فقط ..
وجاء يوم الزفاف ..
لم أتخيل أن يأتي هذا اليوم مسرعاً هكذا .
لم أكن أتخيل أنني فقدتها للنهاية ولن تكون لي بعد ذلك ..
لم أكن أتخيل أن شخص أخر أخذ مني حبي الذي قد عاد لي
بعد أن فقدته .. لكن كنتُ في حيرة من أمري
هل أذهب إليها وأهنئها أم لا وهل ستكون عندي الشجاعة بأن أرها
مع غيري أم لا . لكن بالنهاية لهذه الحيرة قررتُ الذهاب
لهذا الحفل .. ركبت السيارة للوصول لمكان الحفل لكني
وجدتُ نفسي غير قادر على النزول من السيارة صراع رهيب
بين قلبي وعقلي أنتصر فيه العقل بنهاية الأمر بعدم النزول
والعودة للمنزل وما كان لي إلا أن أترجم هذا الصراع لكلمات
كانت تدور بداخل قلبي من كثرة حزني لأدونها على الأوراق ..
وكانت هذه الكلمات هي !

أبحثُ عن ذاتي

في قلبُ الليل
وجدتُ ذاتي
في ظلام الليل يتوه
أبحثُ عن حُــزني .
عن قلبي.
عن شخصي.
لم أجد منهج
غير حزني اللدود
يـ أخذني إلى عالم النسيان
الذي أجدُ نفسي به أتوه
كيفَ أعيشُ اليوم
ولمن أعيش
أجمعُ كل أحزانى
في قلبي الكسير
فكاد قلبي يتوه
من كثرة حُـزني الكبير
ذهبتُ في كل مكان
أبحثُ عن حبيب
لم أجد شئ
من هذا القبيلُ يُريح
وجدتُ في الهجرة
سراب كبير
أضحكُ به على نفسي
على صبري الطويل
يا ليت الحياة تقصر
كي أستريحُ من هذا الأنين


وهنا كنتُ أظن أن هذه هي النهاية لهذا الحب من طرفها
بهذا الزفاف وهذا الحفل كما ظننت أنا لكن كانت المفاجأة
حينما أتت صديقة لها تعاتبني بعدم الذهاب لحفل الزفاف هذا
ولتخبرني بما حدث في هذا الحفل لعدم ذهابي لها
وعدم رؤيتها لي بهذا اليوم ..
وهنا أتوقف للتكملة بالجزء القادم ..
خالد العطار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بنت الجيران

بنت الجيران ............... بنت جيراننا اللي قصدنا شغلت بالي ليل ونهار تطلع تدخل من بـ لكونتها أو شباكها تلاقيني أدمها واقف بـ استم...