شاعر وكاتب وصحفي بجريدة الوطن الأكبر

الجمعة، 8 يوليو 2016

أوراق من حياتي .. الجزء الثاني ( الحب الصامت )














أوراق من حياتي ..الجزء الثاني




الحب الصامت 

بعد فشل أول تجربة حب مررتُ بها
كانت هذه التجربة القاسية وهي حب لم أنتبه له فقد كان حباً صامتاً
كانت تتواجد أمامي دائماً وعيونها تنطق بالحب .. بالأشواق .. بلهفة لهذا اللقاء
كانت تبوح بدون أن تنطق وكأنني أبادلها هذه العاطفة
لكن بصمت وكأنها تنتظر أن تجد مقابل مني لهذه العاطفة بأن أبوح لها بحبي تجاهها حتى تشعر بأنها تجد مقابل لهذه العاطفة التي تحملها بقلبها لي فقد كانت تتمنى مني أن أعلن عن حبي حتى ولو لها هي فقط وهي لا تنتظر مني أن أعلن بهذا الحب لها أمام الجميع
لكن للأسف كنتُ أهرب دائماً من مواجهة هذا الحب معتقد أنني لا أريد أن أظلمها معي
بأن نتبادل هذا العاطفة حتى ولو فيما بيننا بالرغم أنني كنتُ على ثقة تامة بأنه عاطفتها لي هي عاطفة صادقه
لكن كانت تتواجد أمامي حالة من الغمام تحول فيما بيني وبين الإعلان والبوح بهذا الحب
لهذه الإنسانة التي كانت تحمل بداخلها عاطفة جارفة يمتلئ بها قلبها لي
لكن للأسف لم تكن لتبوح به إلا عن طريق عيونها
التي كانت دائماً تقول لي أنني أحُبك بكل خجل وأنا كنت لا أهتم بذلك

وهنا أعدتُ ترتيب أوراقي

بعد اكتشاف الحقيقة مع تجربتي الأولي بدأت أُعيد ترتيب أوراقي من جديد
ربما كانت صدمتي كبيرة في أول تجربة حب لكن حاولت أن أجرب مقولة
لأحد حكماء العواطف وهي ( وداويني بالتي كانت هي الداءُ ) فبمن أفكر
لم يكن أمامي حينها غير هذه الإنسانة التي أحبتني ولم تبوح بعاطفتها ولو بكلمة واحدة
وما كان بفكري حينها غير أنني أرتبط بإنسانه تحبني وما هو بشرط أن لم أكن أحبها
يكفيني أنني أشعر بالارتياح  لها فقط وبأن الحب سيأتي فيما بعد ..
لكن كانت تتواجد الفرصة وهي بحق كانت متواجده للارتباط القوي وهو الزواج على أي شكل يكون
ربما كان رد لكرامة شخصية مني أو إظهار لعدم حبي لهذه الإنسانة المخادعة والتي انتهت قصة الحب بيننا
وتأتي الفرصة فقد كانت أختي صديقة لهذه الإنسانة التي كانت تحملُ هذه العاطفة وكانت زيارتها المفاجأة لآختي
وهنا أردتُ أن أعرف بنفسي حقيقة شعورها تجاهي فوضعتُ أغنية أردتُ بها أن أعبر عن هذه العاطفة الصامتة التي تحملها بجوارحها وبداخل قلبها و أن أجعلها تخرج عن صمتها هذا
وتبوح وتتكلم بما يحمله قلبها لي من حب فكانت أغنية أم كلثوم ( حيرت قلبي معاك )
وعندما وصلت أم كلثوم في غنائها إلى هذا الجزء من الغنوة
وهو ( وقولك على اللي سهرني وقولك على اللي بكاني وصور لك ضني روحي وعزة نفسي منعاني ) فما وجدت منها
غير البكاء ثم الانصراف بدون اعتراف ولم أراها بعد ذلك
وهنا تأكدت جيداً بمدى حبها وعواطفها  لي وبدأ قلبي ينبض من جديد بحب وعاطفة صادقة كنت قد افتقدتها بتجربتي الأولى 
 وكأنني لم أحب من قبل حاولت بكل الطرق حينها أن أراها أو أن أرسل لها معترف بكل ما يحمله قلبي لها لكن بدون جدوى
ذهبتُ أبحثُ عن وسيطة من أصدقائها بعيداً عن أختي التي كانت رافضة تماماً
لهذا الارتباط لصداقتها الوثيقة  بحبي الأول الفاشل .. وطبعاً في هذا الوقت لم يكن متواجد
الهواتف النقالة ( الموبايل ) فكانت همسة الوصل بيننا صديقة أخرى لها اتصلت بها
وأردت منها أن تخبرها بأنني أريد الارتباط بها وأنني بحق أحببتها بدون أن أشعر بهذا الحب من قبل
 وأن حبي لها حب صادق لكن للأسف هي كانت تعلم بتجربتي الأولى الفاشلة لكن لم تكن تعرف أسباب خلافنا
لكنها كانت تعلم جيداً مدى ارتباطي بها فرفضت أن تكون بيننا أي علاقة  وأن تكون بالنسبة لي حب جديد مداوي لجرح حتى إن كان هذا الحب نهاية الزواج بيننا
وكان رد فعلها هنا  أنني مازلتُ أحب هذه الصديقة المشتركة بينها وبين أختي فقد حدثتها أختي بأن ما حدث بيننا
 ما هو إلا خلاف بسيط وسوف ينقشع وتعود المياه بيننا إلى مجراها الطبيعي من جديد
وبأنني لا يمكنني الاستغناء عن هذه الإنسانة لارتباطنا بالحب منذ الصغر
والتي كانت فيما بعد هي سبب شقائي وتعاستي الدائمة
وهنا كانت الصدمة  والتي لم أكن أتخيلها لكن عندما كنت أفكر فيما حدث كنتُ دائماً أعود بالذاكرة
لما كان يحدث وكيف كانت هي أمامي طوال هذه الفترة الماضية وأنني لم أبادلها بهذه العاطفة وما كان مني لها سوى عدم الاهتمام الذي كانت دائماً تجده مني .

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ...

تمر الأيام وأنا في صدمة مما يدور حولي لكن يريد الله أن يريح قلبي بنسياني ما حدث ولو أن كان لفترة مؤقته من الزمان
سافرت حينها  إلى أحدى المدن وكانت الإسكندرية وفي هذا البعد عن محافظتي كنتُ أريد أن أنساها
لكن لم أستطع فعلاً على نسيانها فقد كانت تملأ في حينها كل تفكيري ووجداني
 مع اللوم الدائم لنفسي على أنني كنتُ السبب في فقدانها.
حاولت أن أعرف عنها أي شيئ فما كان إلا الاتصال بأخي أسأله عنها وكانت المفاجأة أنها تزوجت وفي وقت قصير جداً
وهنا قررت عدم العودة من جديد إلى مدينتي التي لا تحمل إلا ذكرياتي  ما بها من سعادة لا تحملُ غير كل ما هو مؤلم و حزين
 وبأنني إن عدتُ لها لن أجد فيها من جديد  سعادتي المنتظرة  .
لكن وبعد عدة شهور قررتُ أن أعود من جديد لمدينتي التي بعدتُ عنها كثيراً متناسياً ما حدث لي فيها
 من ذكريات مازالت  يعتصر منها القلب كلما مرت بذاكرتي ..
وفي أحد الأيام كنت أسير بأحد الشوارع القريبة من منزلي وكانت المفاجأة وهي أن أجد أمامي هذه الإنسانة الرقيقة
 تمسكُ بيديها عربة أطفال وبداخلها  مولـُدها الأول وبجوارها زوجها الذي لم أراه من قبل لكن أراد القدر
 أن أرى بعيني من هذا الرجل الذي اخذ مني السعادة التي كانت ستكون سبباً في بسمة حياتي والتي قد حرمني هو منها  بدون أن يقصد أو يدري  ...  
. صدمت من هول المفاجأة توقفت قدماي عن المسير وتوقفت هي الأخرى أمامي بدون أن تدري أو أدري ما يحدث
وكأن العتاب يدور بيننا لكن بالعيون فقط هذه المرة مجتمعين أنا وهي بسؤال واحد
  لماذا حدث ذلك ولم نجد إجابة ولم يكن سوى إجابة واحده لما هو قائم أن نظر إليها زوجها قائلاً لماذا التوقف
ذهبتُ وكأن جميع الألوان التي أعرفها لم تتواجد ولم أجد أمامي سوى  خطوط سوداء تمتلئ بها صورة الدنيا كله أمامي
 فقد أصبحت أمامي كالغمامة  التي تحملُ ضباب وسكُون وما كان مني سوى أن أجد وبدون تحكم في عواطفي الدموع وهي تسيل من عيني بلا إرادة .دموع تحمل  ندم على ضياع أصدق عاطفة  مع أصدق إنسانه صادفتها بحياتي ..

اللقاء الأخير ..

 تمر السنوات ويأتي اللقاء من جديد بيننا في محل تجاري كنت دائم ألتواجد به  تدخل ولا تدري بأنني موجود
لتصطدم بـ المفاجأة بتواجدي أمامها . نظرت إليّ في ذهول للمفاجأة التي لم تتوقعها
 لكنها لم تلقي إلي بأي كلمات حتى ولو بسلام يحمل عتاب بل التفتت ناظرة بعيونها أمامها على الأرض . لم أستسلم لهذا الوضع ولم أرضخ لهذا الصمت الرهيب بعد هذه السنوات الطويلة من البعاد . أردت فقط أن أعرفها أنني أيضاً أحببتها من كل قلبي وأنني قد تعذبتُ كثيراً بفقدانها وبعادها عني
وأنني لم أصمت بعد وكنت أتمنى أن تكون هي معي بارتباط أبدي وهو الزواج
فما كان لي سوى أنني أتذكر سريعاً ما دار بيننا من حالة صمت بدون أي كلمات فيما مضى لأعيد ما مضى بهذه اللحظة
 وهي أن أعيد ما حدث بيننا بالقاء من قبل وما كانت تقوله أم كلثوم في أغنيتها  ( حيرت قلبي معاك ) وحدث ما حدث من قبل عندما وصلت أم كلثوم في غنائها إلى هذا الجزء من الأغنية وهو ( وقولك على اللي سهرني وقولك على اللي بكاني وصور لك ضني روحي وعزة نفسي منعاني ) فما وجدت منها في هذه المرة سوي غضب لم أحتسبه منها وكأنها تلومني على كل ما حدث  وتحملني سبب ما وصلنا إليه أنا وهي وأنني كنت أنا السبب في عدم أتمام جمعنا وأنها هي التي كانت في هذه القصة الضحية التي ضحت بحبها من أجل أن ترى حبيبها وهو أنا في أسعد حالات العشق مع من يحب
وهنا طلبت مما كان بالمحل أن يعطيها أغراضها حتى تنصرف وفعلاً تم لها ما تريد وانصرفت وكان هذا هو اللقاء الأخير
وما كان مني سوى أن اللوم نفسي على كل السنوات التي لم أكن فيها بجوار هذه الإنسانة الصادقة والتي بحق قد افتقدتهاكثيراً ..
تمت ...
خالد العطار
7 / 7 / 2016 م
الخميس


 

بنت الجيران

بنت الجيران ............... بنت جيراننا اللي قصدنا شغلت بالي ليل ونهار تطلع تدخل من بـ لكونتها أو شباكها تلاقيني أدمها واقف بـ استم...